يُعد الحول من المشكلات البصرية الشائعة التي تؤثر على توازن حركة العينين ومظهر الوجه، وقد تتعدد أسبابه ما بين عضلية أو عصبية أو وراثية. ومع تطور تقنيات طب العيون، بدأ الكثيرون يتساءلون: هل يمكن علاج الحول بالليزر؟ وهل فعلاً أصبحت هذه التقنية بديلاً آمنًا وفعالًا للجراحة؟ في هذا المقال، نستعرض الإجابة على هذا السؤال بالتفصيل مع د. محمد مشهور، افضل استشاري طب وجراحة العيون في الرياض، وأحد أبرز الخبراء في تقديم أحدث الحلول العلاجية لمشاكل العين، بما في ذلك علاج الحول بالليزر.
موقع الدكتور مشهور في الرياض يقدم لك احدث التقنيات العالمية لعلاج الحول بطرق دقيقة وآمنة لجميع الأعمار.
هل يُمكن علاج حول العين بالليزر ؟
يتساءل الكثير هل الحول يعالج بالليزر ؟ في البداية، من المهم أن نُدرك أن تحديد التقنية المناسبة لعلاج الحول لا يتم إلا بعد الفحص السريري الدقيق، وأن الطبيب المختص هو الجهة الوحيدة المخولة باختيار الطريقة الأفضل حسب كل حالة. وفي هذا السياق، يوضح د. محمد مشهور، استشاري طب وجراحة العيون، أن الليزر لا يُعد علاجًا مباشرًا للحول، بل قد يكون خيارًا مساعدًا في بعض الحالات المحددة.
الحول الناتج عن اختلال العضلات أو الأسباب العصبية
في حال كان الحول ناتجًا عن ضعف أو خلل في العضلات المسؤولة عن حركة العين، أو نتيجة مشاكل عصبية، فإن استخدام الليزر لا يكون الخيار الأول للعلاج. يشير د. مشهور إلى أن مثل هذه الحالات غالبًا ما تتطلب جراحة عضلات العين أو علاجًا عصبيًا متخصصًا، حسب تشخيص الحالة.
الحول الناتج عن الأخطاء الانكسارية
في بعض الحالات، يكون الحول ناتجًا عن عيوب انكسارية مثل طول النظر أو قصره، وهنا يمكن استخدام الليزر لتصحيح النظر. هذا النوع من العلاج لا يستهدف الحول نفسه، بل يُساهم في تحسين اتساق الرؤية بين العينين، مما يؤدي إلى تقليل الانحراف البصري بشكل غير مباشر.
التأثير على الرؤية الثنائية
بعض المصابين بالحول يعانون من ضعف في الرؤية الثنائية أو صعوبة في تنسيق حركة كلتا العينين. في هذه الحالات، قد يساعد علاج الليزر فقط في تحسين الرؤية الأحادية، دون التأثير الفعّال على مشكلة التناسق بين العينين، وبالتالي يُترك قرار العلاج الكامل لتقييم الطبيب المختص.
توقيت ظهور الحول
عندما يظهر الحول في مرحلة البلوغ أو لدى البالغين، يمكن أن يكون الليزر أحد الخيارات العلاجية لتقوية النظر. ومع ذلك، يوضح د. محمد مشهور أن جراحة الحول تبقى الخيار الأمثل في كثير من الحالات لأنها تعمل على تحسين وظيفة العضلات الحركية للعين بشكل مباشر، وتحقق نتائج دقيقة في تعديل المحاذاة.
أخيرًا، يؤكد د. محمد مشهور على أهمية المناقشة مع طبيب العيون المتخصص قبل اتخاذ أي قرار علاجي. فلكل حالة تشخيصها الخاص، ويجب تقييم العوامل المرتبطة بها من حيث العمر، نوع الحول، وأسباب ظهوره، قبل اختيار العلاج المناسب. كما أن دراسة احتمالية نجاح عملية الليزر للحول ومخاطره يجب أن تتم على يد طبيب ذي خبرة واسعة في هذا المجال.
ما هو الحول وما أسبابه المحتملة؟
يُعرف الحول بأنه حالة من اختلال محاذاة العينين، بحيث لا تتحرك العينان معًا بشكل متناغم عند النظر إلى جسم معين. يحدث هذا نتيجة ضعف أو عدم توازن في العضلات المسؤولة عن تحريك العينين، مما يؤدي إلى انحراف إحدى العينين – أو كليهما – إلى الداخل (حول إنسي) أو الخارج (حول وحشي)، حسب نوع الحول وحالة المصاب. وعلى الرغم من عدم وجود سبب واحد واضح للإصابة بالحول، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تساهم في ظهوره، مثل:
- العوامل الوراثية، حيث قد يكون هناك تاريخ عائلي للإصابة.
- ضعف النظر في إحدى العينين مقارنة بالأخرى، مما يؤدي إلى عدم التوازن البصري.
- أمراض الجهاز العصبي أو مشاكل في الشبكية، والتي قد تؤثر على التحكم بحركة العين.
تشخيص الحالة بدقة يتطلب فحصًا متخصصًا لتحديد السبب الرئيسي ونوع الحول، ما يساعد في اختيار خطة العلاج الأنسب.
كيف تتم عملية علاج حول العين بالليزر؟
عملية علاج حول العين بالليزر تُعد من الإجراءات الحديثة التي تساعد في تصحيح مسار العينين عند وجود انحراف أو اختلال في المحاذاة، خاصة في بعض حالات الحول الناتج عن أخطاء انكسارية. لكن من المهم التنويه، كما يؤكد د. محمد مشهور، استشاري طب وجراحة العيون، أن الليزر لا يُستخدم مباشرة على عضلات العين، بل يُستخدم أحيانًا كوسيلة مساعدة لتحسين الرؤية وتخفيف درجة الحول المرتبط بمشاكل الانكسار مثل طول أو قصر النظر.
متى يُستخدم الليزر في علاج الحول؟
بحسب د. مشهور، يُمكن استخدام تقنية الليزر عندما يكون الحول مرتبطًا بمشاكل انكسارية في العين، حيث يساهم تصحيح النظر بالليزر في تقليل الاعتماد على إحدى العينين، مما يساعد على تحسين توازن الرؤية وتقليل الانحراف بشكل غير مباشر.
أما في حالات الحول الناتج عن اختلال عضلات العين أو أسباب عصبية، فإن العلاج عادة ما يتجه إلى جراحة الحول التقليدية التي تُجرى على العضلات المسؤولة عن حركة العين.
خطوات عملية علاج الحول بالليزر
رغم اختلاف الإجراءات حسب كل حالة، فإن العملية تمر بمجموعة من الخطوات المتفق عليها، وهي:
الاستعداد للعملية:
- التوقف عن استخدام أدوية مسيلة للدم مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين قبل الموعد.
- تجنب التدخين في الفترة التي تسبق العملية وبعدها.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة لتقوية الجسم قبل الإجراء.
التخدير: عادةً ما تُجرى العملية تحت التخدير الموضعي، حيث يكون المريض مستيقظًا لكن دون أن يشعر بأي ألم في العين.
فتح الشق الجراحي: يتم عمل شق دقيق في سطح القرنية للوصول إلى الأنسجة المستهدفة، ويتم إدخال أداة الليزر من خلال هذا الشق.
استخدام الليزر: يُستخدم الليزر في تعديل جزء من النظام البصري لتصحيح الانكسار البصري، وليس العضلات بشكل مباشر.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون الليزر جزءًا من خطة علاجية شاملة تهدف لتحسين رؤية العين الضعيفة وتقليل الحول الناتج عنها.
إنهاء العملية: يُغلق الشق إما تلقائيًا أو باستخدام خياطة دقيقة، حسب ما يراه الطبيب مناسبًا، بعدها، توضع ضمادة واقية على العين لمدة 24 ساعة للمساعدة في الشفاء.
المتابعة الطبية: بعد العملية، يقوم الطبيب بتحديد موعد للمتابعة لمراقبة النتائج وضمان تعافي العين، مع تقديم الإرشادات الخاصة بمرحلة ما بعد الجراحة.
يشدد د. محمد مشهور على أن علاج الحول سواء بالليزر أو الجراحة لا يمكن تحديده إلا بعد تقييم دقيق للحالة، ويجب ألا يُتخذ القرار بناءً على رغبة المريض فقط، بل حسب ما يراه الطبيب مناسبًا لتحقيق أفضل نتيجة دون مضاعفات.
ما هي أنواع الحول؟
يُصنّف الحول إلى عدة أنواع تختلف حسب اتجاه انحراف العين وشدة الحالة، وإليك أبرز الأنواع:
الحول الإنسي (Esotropia)
في هذا النوع، تنحرف إحدى العينين أو كلتاهما نحو الداخل باتجاه الأنف. يُعد أكثر شيوعًا بين الأطفال، وقد يكون دائمًا أو يظهر في أوقات معينة مثل الإرهاق أو التركيز.
الحول الوحشي (Exotropia)
هو عكس الحول الإنسي، حيث تنحرف العين إلى الخارج بعيدًا عن الأنف. قد يكون متقطعًا ويظهر أثناء التعب أو التشتت، أو يكون دائمًا في بعض الحالات. يُمكن علاج الحول الوحشي بالليزر في بعض الحالات المرتبطة بالأخطاء الانكسارية، حيث يساهم في تصحيح النظر وتحسين توازن العينين بشكل غير مباشر، لكن العلاج الجراحي يظل الخيار الأساسي في حالات الخلل العضلي.
الحول الرأسي (Vertical Strabismus)
وفيه تنحرف العين إما إلى الأعلى (حول علوي) أو الأسفل (حول سفلي)، ويُعد أقل شيوعًا من الحول الأفقي، وغالبًا ما يرتبط بمشاكل عضلية أو عصبية في العين.
الحول المتبادل (Alternating Strabismus)
يتنقل فيه الحول بين العينين، أي أن الانحراف لا يقتصر على عين واحدة بل يظهر في العين اليمنى أحيانًا وفي اليسرى أحيانًا أخرى.
الحول المتقطع (Intermittent Strabismus)
يظهر الحول فقط في أوقات معينة مثل عند الإرهاق أو المرض أو النظر لمسافات بعيدة، ويختفي في الأوقات الأخرى، وقد يتحول إلى دائم إذا لم يُعالج.
الحول الخفي (Phoria)
لا يُلاحظ في الوضع الطبيعي، لكنه يظهر عند إجهاد العين أو عند إجراء اختبارات كشف الحول. يكون سببه عادة ضعف في التنسيق العضلي للعينين.
ما أسباب إصابة الكبار بالحول فجأة؟
في حين أن الحول شائع بين الأطفال، إلا أن ظهوره في مرحلة البلوغ يُعد أمرًا مقلقًا ويستدعي التقييم الطبي. ومن أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الحول عند البالغين:
- أمراض عصبية أو عضلية مثل السكتات الدماغية أو الوهن العضلي الوبيل، والتي تؤثر على التحكم في حركة عضلات العين.
- مشاكل الغدة الدرقية وخاصة مرض جريفز، حيث يسبب تورمًا في العضلات المحيطة بالعين.
- إصابات الرأس أو العين المباشرة، والتي قد تؤثر على الأعصاب أو عضلات العين.
- أورام الدماغ أو الضغط داخل الجمجمة، وهي حالات نادرة لكنها خطيرة، وقد تؤدي إلى انحراف العين.
- إجهاد بصري مزمن أو تراجع في الرؤية بإحدى العينين، مما يُفقد التناسق العضلي بين العينين.
- عوامل غير معروفة، في بعض الأحيان لا يتمكن الطبيب من تحديد سبب واضح للحالة، وتُصنف على أنها “مجهولة السبب”.
ما هي علامات وأعراض الحول؟
أبرز علامات الحول وأكثرها وضوحًا هي عدم توازي العينين عند النظر في نفس الاتجاه، وقد يلاحظ الشخص المصاب أو المحيطون به هذا الاختلال بسهولة. ومع ذلك، لا يقتصر الحول على المظهر فقط، بل يصاحبه مجموعة من الأعراض المزعجة التي قد تؤثر على جودة الحياة اليومية، ومنها:
- إجهاد العين والشعور بالتعب البصري، خاصة عند التركيز أو استخدام الشاشات لفترات طويلة.
- الرؤية المزدوجة، وهي من أكثر الأعراض إزعاجًا، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الصداع المستمر وعدم الراحة.
- تشوش الرؤية أو تداخل الصور، مما يُسبب ارتباكًا في تمييز الأشياء ويُقلل من القدرة على التركيز.
- صعوبة في القراءة أو إنجاز الأعمال القريبة، حيث تتأثر دقة التنسيق بين العينين.
لحسن الحظ، أصبح من الممكن علاج الحول بطرق متعددة تشمل التدخل الجراحي أو غير الجراحي، ويُحدد الطبيب المعالج الطريقة الأنسب حسب حالة المريض ونوع الحول.
أهم الأسئلة الشائعة
هل يُمكن علاج الحول بالليزر للكبار ؟
في بعض حالات الحول الناتج عن أخطاء انكسارية لدى البالغين، يمكن استخدام الليزر لتحسين الرؤية وتقليل الانحراف بشكل غير مباشر، لكن لا يُعتبر بديلاً للجراحة في الحالات العضلية أو العصبية.
هل يمكن علاج الحول الوحشي بالليزر ؟
قد يساعد الليزر في تخفيف الحول الوحشي إذا كان مرتبطًا بضعف النظر، ولكن علاج الحول الوحشي بشكل فعّال غالبًا يتطلب تدخلًا جراحيًا على عضلات العين.
هل يُمكن علاج الحول عند الاطفال بالليزر ؟
الليزر لا يُستخدم عادةً لعلاج الحول عند الأطفال، حيث تعتمد الخطة العلاجية على النظارات الطبية، أو تمارين العين، أو الجراحة حسب نوع الحول وسببه.
في الختام، يمكن علاج الحول بالليزر في بعض الحالات، خاصة تلك المرتبطة بعيوب الإبصار، لكن لا يُعد الليزر حلًا شاملًا لكل أنواع الحول. ويؤكد د. محمد مشهور أن التشخيص الدقيق هو الخطوة الأهم لتحديد العلاج الأمثل وفقًا لحالة كل مريض.