تعتبر قطرة توسيع قاع العين أحد الأدوات الطبية الأساسية التي يستخدمها أطباء العيون لتوسيع حدقة العين، بهدف فحص الجزء الداخلي للعين وتشخيص العديد من الأمراض البصرية. وعلى الرغم من فوائدها الطبية الكبيرة في تشخيص أمراض مثل التنكس البقعي واعتلالات الشبكية، إلا أن لها بعض الأعراض الجانبية التي يجب على المرضى الانتباه لها.
د. محمد مشهور، استشاري طب العيون، يشير إلى أن توسيع قاع العين قد يؤدي إلى بعض التغيرات في الرؤية مؤقتًا، والتي قد تختلف من شخص لآخر وفقًا لحالة العين ونوع القطرات المستخدمة. في هذا المقال، سنتعرف على أبرز أعراض قطرة توسيع قاع العين وكيفية التعامل معها.
احصل على معلومات شاملة حول أهمية قطرة توسيع العين ودورها في فحص العين مع دكتور مشهور لطب العيون.
ماهي اعراض قطرة توسيع قاع العين ؟ 
الرؤية الضبابية
بعد استخدام قطرة توسيع قاع العين، قد يعاني المرضى من رؤية ضبابية نتيجة لاتساع الحدقة، مما يؤثر على قدرة العين على التركيز على الأجسام القريبة. يُعد هذا التأثير مؤقتًا، لكنه يمكن أن يستمر لبعض الوقت بعد الفحص، مما يجعل من الصعب القراءة أو التركيز على التفاصيل الدقيقة.
تُعتبر هذه الحالة طبيعية في حالات توسيع الحدقة، وتختفي تدريجياً بمجرد أن يعود البؤبؤ إلى حجمه الطبيعي. ينصح المرضى بالابتعاد عن الأنشطة التي تتطلب تركيزًا دقيقًا مثل القيادة أو القراءة بعد إجراء الفحص.
التحسس من الضوء (الوهج)
التحسس من الضوء أو ما يُعرف بالـ “وهج” هو من الأعراض الشائعة بعد استخدام قطرة توسيع قاع العين. بما أن الحدقة تصبح متوسعة بشكل غير طبيعي، فإن كمية الضوء التي تدخل العين تكون أكبر مما يمكن تحمله، مما يؤدي إلى زيادة الحساسية للضوء. هذا قد يجعل المريض يشعر بعدم الراحة عند الخروج إلى أماكن مشمسة أو تحت إضاءة قوية.
من المفيد أن يحمل المرضى نظارات شمسية طبية لحماية عيونهم من الإضاءة المباشرة والمزعجة في فترة ما بعد الفحص.
الألم أو الإحساس بالحرقة
قد يشعر بعض المرضى بـ ألم خفيف أو إحساس بالحرقة بعد وضع قطرة توسيع العين. هذا الشعور يكون عادةً مؤقتًا ويختفي بعد فترة قصيرة من الوقت. يمكن أن يحدث هذا بسبب تفاعل العين مع المادة الفعالة في القطرة التي تهدف إلى توسعة الحدقة.
إذا استمر الشعور بالحرقة أو الألم بعد مرور عدة ساعات، ينصح باستشارة الطبيب المختص لتقييم الوضع والتأكد من عدم وجود أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
صعوبة في التركيز على الأجسام القريبة
توسيع الحدقة يؤثر على العضلات المسؤولة عن تركيز العين على الأجسام القريبة، مما يجعل من الصعب على المريض قراءة النصوص الصغيرة أو التفاعل مع الأشياء القريبة. هذه الحالة يمكن أن تستمر لبعض الوقت بعد إجراء الفحص، وتُعد إحدى الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام قطرات التوسيع. عند الأطفال، يمكن أن تكون هذه التأثيرات أكثر وضوحًا، مما يجعل من الضروري أن يتم توجيههم في كيفية التعامل مع هذه الأعراض بعد الفحص.
التعامل مع الأعراض بعد الفحص
من المهم أن يكون المرضى على دراية بهذه الأعراض التي قد تظهر بعد استخدام قطرة توسيع قاع العين، وذلك ليتمكنوا من التعامل معها بشكل مناسب. إذا استمرت الأعراض مثل الرؤية الضبابية أو التحسس من الضوء لفترة أطول من المعتاد، يجب على المريض استشارة الطبيب لتقييم الحالة. من المفيد أيضًا تجنب القيادة أو الأنشطة التي تحتاج إلى تركيز حاد حتى يعود البؤبؤ إلى حجمه الطبيعي.
ما هي قطرة توسيع العين؟
قطرة توسيع العين هي دواء يستخدم لتوسيع حدقة العين، وهي الفتحة الكروية السوداء في مركز القزحية، التي تتحكم في كمية الضوء الذي يدخل لـ العين. تعمل القزحية على انقباض وفتح الحدقة لتنظيم تدفق الضوء، لكن في حالات الفحص الطبي، يحتاج الطبيب إلى جعل الحدقة أكبر من حجمها الطبيعي. تساعد قطرات التوسيع في إبقاء الحدقة مفتوحة أثناء الفحص الطبي، مما يسمح للطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين مثل الشبكية والعصب البصري بدقة.
كيفية عمل قطرات توسيع العين؟
تعمل قطرات توسيع العين بعدة طرق، بناءً على نوع القطرة المستخدمة. النوع الأول يحفز انقباض العضلة التي توسع الحدقة، مثل قطرات “فينيليفرين”. أما النوع الثاني فيعمل على إرخاء العضلات التي تتحكم في الحدقة وتركيز العدسة في العين، مثل “سكلوبنتولات”. في العديد من الحالات، يتم استخدام النوعين معًا لضمان توسيع الحدقة بشكل كامل وتمكين الطبيب من فحص العين بسهولة ودقة، خاصة في حال وجود عيوب انكسارية مثل قصر أو طول البصر.
مدة تأثير قطرات توسيع الحدقة والعوامل المؤثرة عليها 
تستمر تأثيرات قطرات توسيع الحدقة عادةً لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 ساعات، ولكن قد تختلف هذه المدة من شخص لآخر. العوامل المؤثرة في مدة التأثير تشمل نوع القطرات المستخدمة، لون العين، وطبيعة الاستجابة الفردية للقطرات. على سبيل المثال، في حالة الأشخاص ذوي العيون الفاتحة (مثل الأزرق أو الأخضر)، يمكن أن يستمر التأثير لفترة أطول مقارنةً بذوي العيون الداكنة.
بالنسبة للأطفال، قد يستمر التأثير لفترة أطول، حيث يمكن أن يمتد لغاية 24 ساعة في بعض الحالات. ولذلك، قد يختار الطبيب استخدام قطرات ذات تأثير أقوى عند قياس الأخطاء الانكسارية للأطفال لضمان دقة الفحص، في حين أن الأطفال الخدج أو الرضع يستخدمون قطرات ذات تأثير أخف وأقصر مدة.
من الجدير بالذكر أنه بعد إجراء الفحص واستخدام قطرة توسيع العين، لا يُنصح بقيادة السيارة بسبب ضعف الرؤية الناجم عن توسيع الحدقة. لذلك، يُفضَّل أن يتنقل المريض باستخدام وسائل النقل العام أو أن يكون برفقة شخص آخر قادر على قيادة السيارة. أما بالنسبة للأطفال، فيمكنهم العودة إلى المدرسة، لكن من المهم إخبار المعلمين بحالة ضبابية الرؤية التي قد يعانون منها أثناء القراءة.
كما يوضح د. محمد مشهور، استشاري طب العيون، أن تأثيرات قطرة توسيع العين قد تؤثر بشكل أكبر على قدرة المريض على الرؤية بوضوح، خاصة في الظروف التي تتطلب دقة في الرؤية مثل القيادة أو القراءة. ولذلك، ينصح دائمًا بالاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المريض خلال هذه الفترة.
دواعي استخدام قطرات توسيع العين
تستخدم قطرات توسيع العين بشكل أساسي في فحوصات العين لتشخيص الأمراض البصرية، مثل الغمش أو العين الكسولة، ولقياس الأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر أو الاستجماتيزم. كما يُمكن استخدامها في بعض العلاجات مثل علاج الالتهابات أو لتسهيل الفحص العميق داخل العين. في بعض الحالات، مثل علاج الغمش، يمكن أن يستمر تأثير هذه القطرات لفترة طويلة، ولكن هذا لا يمنع من استخدامها حسب الحاجة لأغراض طبية أخرى.
اثار قطرة توسيع حدقة العين
آثار توسيع الحدقة يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية المؤقتة التي تؤثر على الرؤية والراحة. نظرًا لأن الحدقة تبقى مفتوحة، قد يشعر الشخص بصعوبة في التركيز على الأجسام القريبة مما يؤدي إلى رؤية ضبابية. كما أن زيادة حجم الحدقة يجعل العين أكثر حساسية للضوء، لذا يُنصح باستخدام نظارات شمسية لحماية العين من الوهج والشعور بعدم الراحة عند الخروج من العيادة.
علاوة على ذلك، قد يسبب استخدام قطرات توسيع الحدقة إحساسًا بالحرقة أو التهيج المؤقت في العين بعد وضعها مباشرة، لكن هذا الشعور يزول عادة بعد فترة قصيرة.
في الختام، تعد قطرة توسيع قاع العين من الإجراءات الضرورية التي تساعد الأطباء على تقييم صحة العين بشكل شامل ودقيق. لكن كما وضح د. محمد مشهور، فإن استخدام هذه القطرات قد يصاحبه بعض الأعراض مثل الرؤية الضبابية والتحسس من الضوء، التي قد تستمر لبضع ساعات بعد الفحص. من المهم أن يكون المرضى على دراية بهذه الأعراض وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة مثل استخدام النظارات الشمسية أو تجنب القيادة بعد الفحص. إذا كنت بصدد إجراء فحص للعين باستخدام قطرة توسيع قاع العين، يفضل دائمًا استشارة الطبيب حول الأعراض المحتملة والتأكد من اتباع التعليمات للحصول على أفضل النتائج.