تمزق الشبكية هو حالة طبية خطيرة يمكن أن تؤدي إلى فقدان دائم للبصر إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في وقت مبكر. يحدث تمزق الشبكية عندما تنفصل الشبكية عن جدار العين، مما قد يؤدي إلى تدهور الرؤية بشكل مفاجئ. نظرًا لأهمية الشبكية في تحويل الضوء إلى إشارات عصبية تساهم في الرؤية، فإن أي تمزق فيها يتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا. سنعرض في هذا المقال من خلال موقع دكتور محمد مشهور أبرز اعراض تمزق الشبكية التي تشير إلى الإصابة بالمرض بالإضافة إلى من هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
تعرّف على أحدث انواع عمليات الليزك المناسبة لحالتك عبر موقع الدكتور مشهور لطب العيون في الرياض مع استشارة طبية موثوقة.
تعريف شبكية العين
الشبكية هي طبقة نسيجية رقيقة تبطّن الجزء الخلفي من العين من الداخل، وتحتوي على ملايين الخلايا الحساسة للضوء (العصي والمخاريط). تعمل هذه الخلايا على استقبال الضوء وتحويله إلى إشارات كهربائية تُرسل عبر العصب البصري إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها كصور مرئية. تُعد الشبكية جزءًا حيويًا من العين، وأي ضرر يلحق بها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل بصرية خطيرة.
ما هو تمزق الشبكية ؟ 
تمزق الشبكية هو حدوث شق أو انقطاع في نسيج الشبكية الموجود في الجزء الخلفي من العين. يحدث هذا التمزق عادةً عندما تنكمش المادة الشفافة الهلامية (الزجاجي) التي تملأ مركز العين وتشد على الشبكية بقوة، مما يؤدي إلى تمزقها. إذا لم يُعالج بسرعة، فقد يؤدي تمزق الشبكية إلى انفصال الشبكية، وهي حالة طارئة قد تُسبب فقدان البصر الدائم.
أعراض تمزق الشبكية الأكثر شيوعًا
تعد أعراض تلف شبكية العين وتمزقها من العلامات المهمة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري، إذ قد تختلف من مريض لآخر وقد لا تظهر لدى البعض على الإطلاق. إلا أن هناك أعراضًا شائعة تُشير إلى احتمال حدوث تمزق أو تلف في شبكية العين، أبرزها ما يلي:
رؤية ومضات ضوئية مفاجئة
يُعد ظهور ومضات سريعة من الضوء في أحد جانبي مجال الرؤية أو كليهما من العلامات المبكرة الشائعة لتمزق الشبكية. وتظهر هذه الومضات بشكل خاص في الأماكن المظلمة أو عند تحريك العين بسرعة.
زيادة مفاجئة في الأجسام الطافية
إذا لاحظ المريض ازديادًا واضحًا في عدد الأجسام الطافية (عوامات العين)، مثل البقع أو الحلقات أو الخيوط الصغيرة التي تبدو وكأنها تسبح داخل العين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على حدوث تمزق في الشبكية.
الشعور بظل أو حجاب على العين
أحد الأعراض الخطيرة التي قد تُشير إلى تمزق متقدم أو بداية انفصال شبكي، هو الشعور وكأن هناك ستارة رمادية أو ظل يزحف عبر الرؤية الطرفية أو يغطي جزءًا من المجال البصري.
تدهور تدريجي أو مفاجئ في وضوح الرؤية
قد يواجه المريض انخفاضًا ملحوظًا في جودة الرؤية، سواء بشكل تدريجي أو سريع، خاصة في حال ترافق التمزق مع تسرب سوائل تحت الشبكية أو بدايات انفصال.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتمزق شبكية العين
تمزق الشبكية قد يصيب أي شخص، إلا أن هناك فئات محددة تكون أكثر عرضة للإصابة نتيجة لعوامل طبية أو وراثية أو بيئية معينة. من أبرز هذه الفئات:
الأشخاص المصابون بقصر النظر الشديد: قصر النظر، خاصة في درجاته المرتفعة، يؤدي إلى استطالة مقلة العين، ما يزيد من شدّ الشبكية ويجعلها أكثر عرضة للتمزق.
كبار السن: مع التقدم في العمر، تفقد الأنسجة الداعمة للشبكية مرونتها، وتبدأ المادة الهلامية داخل العين (الجسم الزجاجي) في الانفصال عن الشبكية، مما قد يؤدي إلى تمزقها.
من لديهم تاريخ عائلي بالإصابة: الاستعداد الوراثي يلعب دورًا هامًا، حيث تزيد احتمالية الإصابة بتمزق الشبكية لدى من لديهم أفراد في العائلة تعرضوا لهذه المشكلة.
من أُصيب سابقًا في عين واحدة: إذا سبق وتمزقت الشبكية في إحدى العينين، فإن خطر حدوث تمزق في العين الأخرى يرتفع بشكل ملحوظ.
المرضى الذين خضعوا لجراحات سابقة في العين: مثل عمليات إزالة الماء الأبيض (الكتاراكت)، حيث قد تؤثر على توازن العين الداخلي وتزيد من احتمالية الإصابة بتمزق في الشبكية.
الأشخاص المصابون بأمراض في الشبكية: منها التهاب العنبية أو وجود مناطق رقيقة في أطراف الشبكية، وهي عوامل تزيد من خطر التمزق.
مرضى اضطرابات تخثر الدم: هذه الحالات قد تؤثر على الأوعية الدقيقة في العين وتزيد من فرص حدوث تمزقات أو نزيف في الشبكية.
الرياضيون المعرضون للإصابات العنيفة في الرأس أو العين: خاصة في الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا أو تعرضًا متكررًا للصدمات، ما قد يؤدي إلى إصابة مباشرة في الشبكية.
طرق علاج تمزق الشبكية مع د مشهور 
تمزق الشبكية من المشكلات البصرية التي تستدعي تدخلاً سريعًا، حيث قد يؤدي إهمالها إلى مضاعفات خطيرة مثل انفصال الشبكية وفقدان البصر. لحسن الحظ، تتوفر عدة طرق فعالة للعلاج، يشرف عليها خبراء متخصصون مثل د. محمد مشهور:
علاج تمزق شبكية العين بالليزر
يُعد الليزر من أكثر الأساليب شيوعًا وفعالية لعلاج تمزق الشبكية، ويُستخدم بهدف حماية الشبكية من الانفصال. يقوم الطبيب بتوجيه شعاع ليزر دقيق نحو المنطقة المحيطة بالتمزق، ما يؤدي إلى تكوين نسيج ندبي حول التمزق. هذا النسيج يعمل كحاجز يمنع تسرب السوائل إلى خلف الشبكية، ويُثبت الشبكية في مكانها.
تتم العملية استخدام تخدير موضعي، وتستغرق عادةً أقل من 30 دقيقة، ولا يشعر المريض بالألم، سوى انزعاج بسيط من الضوء. من مزايا هذا العلاج أنه لا يتطلب فترة نقاهة طويلة، وتُستأنف الأنشطة اليومية بشكل تدريجي بعد أيام قليلة، تحت إشراف الطبيب.
العلاج بالتبريد (Cryotherapy)
تُستخدم هذه التقنية عندما يتعذر الوصول إلى التمزق بالليزر أو عندما يكون التمزق في موضع يصعب علاجه ضوئيًا. في هذا الإجراء، يتم تطبيق مسبار تبريد دقيق على الجزء الخارجي من العين في موقع التمزق، ما يُسبب تجميد الأنسجة المُصابة ويؤدي إلى التئامها عن طريق تشكيل نسيج ليفي يثبّت الشبكية. عادةً ما يُستخدم التخدير الموضعي خلال هذا الإجراء، وقد يشعر المريض بانزعاج بسيط بعد العملية، لكنه يزول خلال أيام قليلة.
المراقبة دون تدخل فوري
في بعض الحالات النادرة، وخاصة عند وجود تمزق بسيط في الشبكية دون أعراض مصاحبة أو بدون تهديد مباشر بانفصال الشبكية، قد يوصي الطبيب بالاكتفاء بالمراقبة.
تُجرى في هذه الحالة مراجعات دورية تحت إشراف د. محمد مشهور لمتابعة استقرار الحالة والتأكد من عدم تطورها. بعض التمزقات الصغيرة قد تلتئم من تلقاء نفسها بمرور الوقت، إلا أن إهمال المتابعة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
أسباب تمزق الشبكية
التغيرات المرتبطة بتقدم العمر
مع التقدم في العمر، تبدأ المادة الهلامية داخل العين (السائل الزجاجي) بفقدان مرونتها وتبدأ بالتقلص، مما يقلل من تماسكها الطبيعي مع الشبكية. هذا التغير يُعد من أبرز أسباب تمزق الشبكية، حيث يؤدي انفصال السائل الزجاجي عن الشبكية إلى سحبها، ما قد يُحدث شقًا أو تمزقًا فيها.
التغير في طبيعة السائل الزجاجي
عند بعض الأشخاص، تكون المادة الزجاجية أكثر لزوجة من الطبيعي، ما يجعلها تلتصق بالشبكية بقوة. وعند حركة العين أو تقلص هذا السائل، تزداد احتمالية سحب الشبكية وتمزيقها، خاصة إذا كانت الشبكية ضعيفة أو رقيقة في بعض المواضع.
الإصابات المباشرة على الرأس أو العين
تعرّض العين أو الرأس لإصابة مباشرة – مثل السقوط، أو حادث، أو تلقي ضربة قوية – قد يؤدي إلى تغييرات مفاجئة في الضغط داخل العين، مما يتسبب بحدوث تمزق في الشبكية، خصوصًا لدى الأشخاص الذين لديهم استعدادات وراثية أو مشاكل في الشبكية من قبل.
قصر النظر الشديد
الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر بدرجات عالية لديهم شكل مختلف للعين يجعل الشبكية أكثر رقة وتمددًا، ما يجعلها أكثر عرضة للتمزق نتيجة أي تغيرات في السائل الزجاجي أو حتى بدون سبب واضح.
الخضوع لجراحات سابقة في العين
بعض العمليات الجراحية داخل العين، كجراحة إزالة الماء الأبيض (الكتاراكت)، قد تُزيد من احتمال تمزق الشبكية لاحقًا، خاصة إذا حدثت تغيرات في شكل السائل الزجاجي أو في موضعه.
طرق تشخيص تمزق الشبكية
الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص العين باستخدام منظار العين للكشف عن وجود أي تمزق في الشبكية أو تغيرات في الأوعية الدموية.
التصوير الفلوري للأوعية الدموية: يتم حقن صبغة في الوريد لتظهر الأوعية الدموية في الشبكية، مما يساعد في تحديد تمزقات الشبكية أو أي تسريبات.
التصوير المقطعي البصري (OCT): يوفر صورًا مفصلة للشبكية ويساعد في اكتشاف أي تشوهات أو تمزقات.
اختبارات العيون الميدانية: لتقييم مدى الرؤية الطرفية وكشف أي تغيرات في المجال البصري المرتبطة بالتمزق.
اختبارات التوتر داخل العين (قياس ضغط العين): للكشف عن أي تغييرات في ضغط العين قد تكون ناتجة عن تمزق الشبكية.
مراجعة التاريخ الطبي: قد يستفسر الطبيب عن أي إصابات سابقة في العين أو أمراض معينة قد تكون مرتبطة بزيادة خطر تمزق الشبكية.
نصائح للوقاية من تمزق الشبكية
على الرغم من أن تمزق الشبكية يحدث في الغالب نتيجة التقدم في العمر، إلا أن هناك بعض التدابير التي يمكن اتباعها لتقليل خطر حدوثه، خصوصًا للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مسبقة. إليك بعض النصائح التي قد تساعد في الوقاية:
- الحفاظ على مستوى السكر في الدم وضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، للحد من المضاعفات التي قد تؤدي إلى تمزق الشبكية.
- ارتداء نظارات واقية خلال ممارسة الرياضات العنيفة أو القتالية التي قد تعرض العين لإصابات.
- إجراء فحص سنوي لدى طبيب العيون، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من قصر نظر حاد أو من أمراض مزمنة مثل السكري.
- زيارة طبيب العيون فورًا إذا ظهرت أي أعراض جديدة، مثل ومضات ضوئية أو نقاط سوداء عائمة أو أي تغييرات مفاجئة في الرؤية.
اتباع هذه النصائح يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل في العين والوقاية من المضاعفات.
أهم الأسئلة الشائعة
هل تمزق الشبكية خطير؟
نعم، تمزق الشبكية يعد من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي إلى انفصال الشبكية وفقدان البصر إذا لم يتم علاجه بشكل سريع. يعتبر التدخل الطبي في وقت مبكر ضروري لتجنب المضاعفات.
كيف يتم علاج تمزق الشبكية؟
العلاج يعتمد على شدة التمزق. يمكن استخدام الليزر لتكوين ندبات حول التمزق لمنع حدوث انفصال الشبكية. وفي بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاج بالتبريد (التجميد) لعلاج التمزق.
هل تمزق الشبكية قابل للعلاج؟
نعم، في حالة التشخيص المبكر، يمكن علاج تمزق الشبكية بنجاح باستخدام تقنيات مثل الليزر أو العلاج بالتبريد. ولكن في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري التدخل الجراحي.
كيف يرى مريض تمزق الشبكية؟
مريض تمزق الشبكية قد يعاني من رؤية مشوشة أو ظهور “عوامات” سوداء تتحرك مع حركة العين. كما قد يشاهد ومضات من الضوء أو يلاحظ تعتيمًا مفاجئًا في جزء من الرؤية. في بعض الحالات، قد يشعر وكأن هناك ستارة أسدلت على جزء من العين، مما يؤثر على وضوح الرؤية.
تمزق الشبكية هو حالة تستدعي القلق وتتطلب عناية طبية عاجلة. على الرغم من أنه يمكن أن يؤثر على الأشخاص من مختلف الأعمار، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للإصابة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الحالة والحفاظ على الرؤية. إذا كنت تشعر بأي من اعراض تمزق الشبكية المذكورة أو كنت ضمن الفئات المعرضة للخطر، يجب عليك استشارة د محمد مشهور افضل استشاري طب العيون في الرياض فورًا لتلقي الرعاية اللازمة.