يعاني الكثير من الأشخاص من تشوش في الرؤية دون إدراك السبب الحقيقي، وقد يكون الاستجماتيزم هو السبب الخفي وراء ذلك. في هذا المقال، نتعرف سويًا على اختبار الاستجماتيزم الذي يُعد أداة هامة للكشف عن هذا الاضطراب البصري،من خلال موقع د. محمد مشهور،افضل استشاري طب وجراحة العيون في الرياض، المعروف بخبرته الطويلة في تشخيص وعلاج مشكلات الإبصار.
تعرّف على أنواع الحول المختلفة وكيفية علاجها مع موقع الدكتور مشهور، أحد أبرز المتخصصين في طب العيون في الرياض.
ما هو اختبار الاستجماتيزم ؟
اختبار الاستجماتيزم هو فحص بصري يُستخدم لتشخيص وجود انحراف في القرنية أو العدسة داخل العين، وهو ما يُعرف بالاستجماتيزم أو اللابؤرية. يهدف الاختبار إلى تحديد مدى تشوش الرؤية الناتج عن هذا الانحراف، والذي يؤدي إلى صعوبة في التركيز على الأجسام سواء القريبة أو البعيدة.
يُجرى الاختبار باستخدام مخططات تحتوي على خطوط أو أشكال هندسية متساوية، يُطلب من المريض النظر إليها وملاحظة مدى وضوح الخطوط أو تساويها. ويمكن إجراء هذا الفحص داخل عيادة العيون باستخدام أجهزة متخصصة، أو من خلال اختبارات بسيطة متاحة عبر الإنترنت، لكنها لا تُغني عن التشخيص الطبي الدقيق.
اختبار الاستجماتيزم يُعد خطوة أولى مهمة لفهم السبب وراء مشاكل الرؤية، ومن خلال نتائجه يمكن للطبيب تحديد العلاج المناسب سواء باستخدام نظارات، عدسات، أو تصحيح النظر بالليزر.
أبرز طرق فحص و اختبار الاستجماتيزم
قد لا تظهر أعراض الاستجماتيزم بوضوح لدى بعض الأفراد، مما يجعل اكتشافه صعبًا دون إجراء فحوصات دقيقة. لذلك يعتمد الأطباء على اختبار الاستجماتيزم وعدة وسائل أخرى لتشخيص الحالة بدقة ووصف العلاج المناسب. إليك أبرز طرق فحص الاستجماتيزم:
اختبار حدة البصر
يُستخدم مخطط يحتوي على أحرف بأحجام مختلفة يُعرض على المريض من مسافة معينة. يساعد هذا الاختبار على قياس قدرة العين على تمييز التفاصيل بدقة. وهو من الفحوصات الأساسية لاكتشاف أي ضعف بصري.
اختبار الانكسار
يستعمل الطبيب جهازًا يحتوي على عدسات متعددة تُستخدم بشكل متكرر أثناء الفحص. يُطلب من المريض النظر عبر هذه العدسات وقراءة مخطط لتحديد العدسة الأنسب. يساهم هذا الفحص في تحديد درجة الاستجماتيزم بدقة.
قياس سمك و انحناء القرنية
يتم استخدام أجهزة متخصصة لقياس مدى سماكة وانحناء سطح القرنية في اختبار فحص الاستجماتيزم. هذه المعلومات مهمة لتقييم وجود الاستجماتيزم ونوعه، كما تساعد في اختيار العلاج الأنسب سواء كان نظارات، عدسات، أو جراحة تصحيحية.
الاستجماتيزم ما هو ؟
يعاني كثير من الأشخاص من تشوش الرؤية دون معرفة السبب، ويتساءلون: ما هو استجماتيزم العين؟ يُوضح د. محمد مشهور، استشاري طب العيون، أن الاستجماتيزم هو خلل بصري ناتج عن انحناء غير منتظم في سطح القرنية أو العدسة داخل العين. هذا الخلل يؤدي إلى انكسار غير متساوٍ للضوء الداخل إلى العين، ما يسبب رؤية مشوشة أو مزدوجة سواء للأشياء القريبة أو البعيدة.
يُعد الاستجماتيزم من الحالات الشائعة، وقد يظهر بمفرده أو إلى جانب قصر أو طول النظر. تختلف درجته من شخص لآخر، وتتراوح من بسيطة لا تؤثر كثيرًا على الرؤية، إلى حادة تستدعي تصحيحًا بصريًا عبر نظارات، عدسات لاصقة، أو جراحة ليزر.
الاستجماتيزم الطبيعي
في بعض الحالات، يمتلك الإنسان درجة بسيطة من الاستجماتيزم تُعرف بـ الاستجماتيزم الفسيولوجي أو الطبيعي، وهي لا تؤثر على جودة الرؤية ولا تُعد مرضًا. يُقدر هذا النوع عادة بأقل من 0.5 ديوبتر، وغالبًا لا يحتاج إلى علاج، بل يُعد جزءًا من تكوين العين الطبيعي.
الاستجماتيزم واعراضه الأكثر شيوعًا
تختلف أعراض الاستجماتيزم من شخص لآخر حسب درجة الانحراف وموقعه، وقد لا يلاحظ المريض وجود مشكلة إلا بعد إجراء فحص دقيق. إليك الأعراض الأكثر شيوعًا مع شرح مبسط لكل منها:
تشوش الرؤية في جميع الاتجاهات: يعاني المريض من صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح، سواء كانت قريبة أو بعيدة، بسبب عدم تركز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين. ويظهر هذا التشوش بشكل دائم أو متقطع حسب درجة الاستجماتيزم.
صعوبة الرؤية أثناء الليل: في الإضاءة المنخفضة، تتسع حدقة العين، مما يزيد من تأثير الانحناء غير المنتظم للقرنية ويجعل من الصعب رؤية الأشياء بوضوح، خصوصًا أثناء القيادة ليلاً.
إجهاد العين: نظرًا لأن العين تبذل جهدًا إضافيًا لمحاولة التركيز، يشعر المريض بتعب في العينين بعد القراءة أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترة قصيرة.
الحَوَل المؤقت أو الخفيف: في بعض الحالات، وخصوصًا لدى الأطفال، قد يظهر الحول بسبب عدم توازن الرؤية بين العينين، مما يؤدي إلى انحراف بسيط في اتجاه إحداهما.
تهيج العين: يرافق الاستجماتيزم شعور بعدم الراحة، مثل الحرقة أو الحكة، نتيجة الجهد المستمر للعينين لمحاولة تحسين وضوح الصورة.
الصداع المتكرر: يحدث الصداع، خصوصًا في مقدمة الرأس، نتيجة الشد العضلي حول العين بسبب التركيز الزائد، ويزداد غالبًا بعد فترات من العمل البصري المكثف.
أسباب قد تؤدي إلى الإصابة بالاستجماتيزم
لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بالاستجماتيزم غير معروف تمامًا، لكن الأطباء حددوا مجموعة من العوامل التي قد تسهم في ظهوره. إليك أهم الأسباب المحتملة للاستجماتيزم:
العوامل الوراثية
يُعد العامل الوراثي من أبرز أسباب الإصابة بالاستجماتيزم، إذ غالبًا ما يُولد الطفل بانحناء غير طبيعي في القرنية موروث من أحد الوالدين. وقد تظهر الأعراض منذ الصغر أو تزداد مع التقدم في العمر. لذلك من المهم فحص العين دوريًا للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي في مشاكل الإبصار.
العيوب الانكسارية الأخرى
يرتبط الاستجماتيزم أحيانًا بحالات قصر أو طول النظر، وقد تظهر هذه الحالات معًا لدى نفس الشخص. وجود أحد العيوب الانكسارية يزيد من احتمال الإصابة بانحراف في الضوء الداخل للعين. وهذا ما يؤدي إلى تداخل وتشوش في الرؤية.
إصابات العين المباشرة
التعرض لصدمات قوية أو جروح في العين يمكن أن يغيّر من شكل القرنية أو العدسة. هذه التغيرات قد تسبب انحناءً غير منتظم في سطح العين يؤدي للاستجماتيزم. في مثل هذه الحالات، قد يتطور الانحراف فجأة بعد الإصابة.
العمليات الجراحية في العين
بعض المرضى يصابون بالاستجماتيزم بعد الخضوع لجراحات مثل إزالة المياه البيضاء. فقد تؤثر الجراحة على بنية القرنية وتغيّر من انحنائها الطبيعي. وهو ما يسبب تغيرًا في طريقة انكسار الضوء داخل العين.
القرنية المخروطية
القرنية المخروطية مرض يؤدي إلى ضعف تدريجي في القرنية وتحدبها بشكل غير منتظم. ومع تزايد التشوه، تصبح الرؤية مشوشة ويظهر الاستجماتيزم بشكل واضح. وهو من الحالات التي تتطلب متابعة طبية دقيقة.
استخدام العدسات اللاصقة بشكل خاطئ
ارتداء العدسات لفترات طويلة أو دون تعقيم جيد قد يؤثر على شكل القرنية. فالاستخدام الخاطئ أو العدسات غير المناسبة قد تؤدي إلى انحناء دائم في سطح العين. مما يسبب أو يزيد من الاستجماتيزم مع الوقت.
الضغط الزائد على العين
القيام بعادات مثل فرك العين المستمر أو القراءة الطويلة دون راحة قد يسبب إجهادًا لعضلات العين. هذا الضغط المتكرر يمكن أن يؤدي إلى تغيرات بسيطة في شكل القرنية. ومع الوقت، قد يتطور إلى استجماتيزم واضح.
اضطرابات خلقية في بنية العين
بعض الأطفال يُولدون بتشوهات في شكل القرنية أو العدسة دون وجود تاريخ وراثي. هذه الاضطرابات الخلقية قد تظهر من أول شهور الحياة وتؤثر على تطور البصر. لذلك يُوصى بفحص نظر الأطفال مبكرًا.
التقدم في العمر
مع التقدم في السن، تحدث تغيرات طبيعية في أنسجة العين ومرونة العدسة والقرنية. هذه التغيرات قد تؤدي إلى ظهور الاستجماتيزم أو زيادة درجته عند كبار السن. المتابعة المنتظمة ضرورية لتصحيح أي خلل بصري يظهر لاحقًا.
اهم طرق علاج الاستجماتيزم
تختلف وسائل علاج الاستجماتيزم حسب شدته ونوعه، فبعض الحالات البسيطة لا تحتاج إلى تدخل، بينما تتطلب الحالات المتقدمة العلاج باستخدام الوسائل البصرية أو الجراحية. فيما يلي أهم الطرق المتبعة في علاج الاستجماتيزم:
ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة
تُعد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج الاستجماتيزم الخفيف إلى المتوسط، إذ تقوم العدسات بتعديل مسار الضوء داخل العين. وهي خيار غير جراحي وآمن للبالغين والأطفال. كما أنها توفر وضوحًا بصريًا جيدًا وتحسن الرؤية اليومية.
تقويم عدسة العين (العدسات الصلبة المؤقتة)
يُعرف هذا العلاج باسم “العدسات الصلبة الليلية” ويعتمد على ارتداء عدسة مخصصة أثناء النوم. تقوم هذه العدسات بإعادة تشكيل سطح القرنية مؤقتًا لتصحيح الاستجماتيزم. تُخلع العدسة عند الاستيقاظ، وتظل الرؤية مستقرة طوال اليوم.
عملية الليزك (LASIK)
تهدف عملية الليزك إلى تعديل شكل القرنية باستخدام أشعة الليزر بدقة عالية. تُعد خيارًا فعالًا في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من الاستجماتيزم، وتتميز بسرعة التعافي ونتائج طويلة الأمد. ولكنها لا تناسب جميع الحالات، مثل أصحاب القرنية الرقيقة.
عملية استئصال القرنية الانكسارية (PRK)
تُستخدم هذه العملية كبديل لليزك خاصة لمن لا تناسبهم بسبب سمك القرنية. يُزال الجزء السطحي من القرنية ثم يُعاد تشكيلها بالليزر لتحسين انكسار الضوء. تتطلب فترة تعافٍ أطول مقارنة بالليزك لكنها فعالة جدًا.
عملية شق القرنية الشعاعي
هي تقنية جراحية قديمة نسبيًا تُستخدم في حالات الاستجماتيزم العالية. تعتمد على إجراء شقوق دقيقة في القرنية لتغيير انحنائها بشكل دائم. ورغم قلة استخدامها حاليًا، إلا أنها ما زالت خيارًا لبعض الحالات الخاصة التي لا تصلح لها تقنيات الليزر الحديثة.
ما هي أنواع الاستجماتيزم في العين؟
لا يهدف اختبار الاستجماتيزم فقط إلى تحديد درجة الانحراف، بل يساعد أيضًا في معرفة نوع الاستجماتيزم الذي يعاني منه المريض. ويُصنَّف الاستجماتيزم إلى نوعين رئيسيين بحسب مكان الخلل في العين:
الاستجماتيزم القرني
يحدث هذا النوع عندما تكون القرنية وهي السطح الأمامي الشفاف للعين غير منتظمة الشكل. هذا التفاوت في الانحناء يمنع الضوء من التركيز بشكل صحيح على الشبكية. يُعد الأكثر شيوعًا بين حالات الاستجماتيزم.
الاستجماتيزم العدسي
في هذا النوع، تكون العدسة داخل العين هي السبب، نتيجة تشوه أو انحناء غير طبيعي. رغم أن الرؤية قد تتشوش مثل الاستجماتيزم القرني، إلا أن التشخيص يحدد مصدر الخلل بدقة. يُكتشف عادة من خلال فحوصات الانكسار وقياس العدسة.
أهم الأسئلة الشائعة
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاستجماتيزم؟
يُعد كل من الأطفال والبالغين عرضة للإصابة بالاستجماتيزم، لكن ترتفع احتمالية ظهوره لدى من لديهم تاريخ عائلي بأمراض العيون مثل القرنية المخروطية. كما تزداد فرص الإصابة لدى من يعانون من قصر أو طول النظر، أو لديهم إصابات أو جراحات سابقة في العين مثل إزالة المياه البيضاء، خاصة مع التقدم في العمر.
من هم الأشخاص المرشحون لعمليات العين لعلاج الاستجماتيزم؟
العملية ليست مناسبة لجميع الأشخاص، حيث يوجد بعض الحالات التي قد تشهد صعوبة أو مخاطر أثناء الجراحة. الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، أو من لديهم مشاكل صحية مثل السكري أو أمراض مناعية، قد لا يكونون مرشحين جيدين لهذه العملية. كما أن الحوامل والمرضعات، وكذلك من يعانون من أمراض العين مثل المياه الزرقاء أو البيضاء، يُنصح لهم بتجنب الخضوع لهذه الجراحة.
هل الاستجماتيزم يمكن أن يؤدي إلى العمى؟
الاستجماتيزم لا يؤدي إلى العمى بشكل مباشر، ولكنه قد يتسبب في ضعف حاد في الرؤية إذا لم يُعالج بشكل صحيح. في حال تركه دون تصحيح، قد يعاني الشخص من تشوش في الرؤية، مما يؤثر على جودة الحياة اليومية. من المهم معالجة الاستجماتيزم باستخدام الخيارات المتاحة مثل النظارات أو العمليات الجراحية لتحسين الرؤية.
ما هي أفضل طريقة لتصحيح الاستجماتيزم؟
تختلف الطريقة الأمثل لتصحيح الاستجماتيزم بناءً على شدة الحالة واحتياجات المريض. يمكن أن تشمل الخيارات المتاحة استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتصحيح الرؤية، أو اللجوء إلى جراحات تصحيح النظر مثل عملية الليزك. كل طريقة لها مزاياها حسب حالة العين ومستوى الاستجماتيزم.
هل يمكن استخدام تمارين لتحسين الاستجماتيزم؟
رغم أن التمارين قد تساعد في تخفيف بعض أعراض الاستجماتيزم، إلا أنها لا تعالج الحالة بشكل نهائي. يمكن لبعض التمارين البسيطة مثل تمرين التركيز، الذي يتضمن التبديل بين القراءة من مسافات مختلفة والنظر إلى أشياء في الغرفة، أن تساعد في تقليل إجهاد العين وتحسين التكيف. كما يساعد تمرين الرأس على تصحيح ميلان الرأس الناتج عن الاستجماتيزم من خلال تحريكه في الاتجاه المعاكس.
اختبار الاستجماتيزم هو وسيلة فعالة وبسيطة للكشف المبكر عن اضطرابات الرؤية، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة. ومع إشراف طبي موثوق مثل د. محمد مشهور، يمكن تحقيق تشخيص دقيق وخطة علاجية مناسبة تساعد على تحسين الرؤية بشكل كبير. لا تتردد في إجراء هذا الفحص إذا كنت تعاني من أي أعراض بصرية، فالصحة البصرية لا تحتمل التأجيل.