تُعد العين مرآة لصحة الجسم، وأي تغير في لونها قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة. من أبرز هذه التغيرات هو اصفرار العين، والذي يُلاحظ عند تحوّل بياض العين إلى اللون الأصفر. ورغم أن بعض الأسباب قد تكون بسيطة، إلا أن هناك حالات تستدعي القلق والتدخل الطبي الفوري. في هذا المقال، نجيب على سؤال مهم وهو: متى يكون اصفرار العين خطير؟، ونستعرض رأي الدكتور محمد مشهور أحد أبرز الأطباء في مجال طب العيون في المملكة.
اكتشف لماذا يُعد الدكتور مشهور في الرياض افضل دكتور عيون في السعودية، بفضل نتائجه المتميزة وتقنياته الحديثة في علاج أمراض العيون.
ما هي العين الصفراء؟
تُشير العين الصفراء إلى تغير لون الجزء الأبيض من العين (الصلبة) إلى اللون الأصفر، وهي علامة إكلينيكية تدل غالبًا على اضطراب في وظائف الكبد أو القنوات الصفراوية. ويُعزى هذا التلون إلى ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم، وهي مادة صفراء ناتجة عن التحلل الطبيعي لكريات الدم الحمراء.
في الوضع الطبيعي، يقوم الكبد بتحويل البيليروبين إلى شكل قابل للذوبان في الماء، ليتم تصريفه عبر القنوات الصفراوية إلى الأمعاء، ومنها يُطرح خارج الجسم عن طريق البول والبراز. وعند حدوث خلل في هذه المنظومة سواء بسبب أمراض الكبد مثل التهاب الكبد أو التليف، أو انسداد في القنوات الصفراوية يتراكم البيليروبين في الدم ويبدأ في الظهور على الأنسجة، وأولها العين.
متى يكون اصفرار العين خطيراً ؟
يُعد اصفرار العين عرضًا لا يجب تجاهله، وقد يكون في بعض الحالات مؤشرًا على حالة صحية خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. يصبح الاصفرار مثيرًا للقلق في الحالات التالية:
- عند ظهوره المفاجئ دون سبب واضح، خاصة إذا لم يكن المريض يعاني من أمراض سابقة.
- إذا صاحبه اصفرار في الجلد أو تغير في لون البول (ليصبح داكنًا) أو البراز (ليصبح شاحبًا).
- في حال وجود أعراض إضافية مثل الحمى، الغثيان، الإرهاق الشديد، فقدان الشهية أو ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- عند تزامنه مع تاريخ مرضي للكبد أو الإصابة بفيروسات الكبد، أو تناول أدوية قد تضر الكبد.
- إذا حدث بعد جراحة أو تناول أدوية قوية تؤثر على الكبد أو الجهاز الصفراوي.
- عند الرضع وحديثي الولادة إذا استمر الاصفرار لأكثر من أسبوع أو كان مصحوبًا بخمول أو صعوبة في الرضاعة.
في هذه الحالات، يؤكد الدكتور محمد مشهور على ضرورة إجراء فحوصات وظائف الكبد وتحاليل الدم فورًا، لأن التشخيص المبكر يُسهم في علاج السبب الأساسي وتقليل المضاعفات.
طرق علاج اصفرار العين عند الأطفال والكبار
يُعد اصفرار العين مؤشرًا على وجود اضطراب صحي يحتاج إلى تدخل، ويختلف العلاج باختلاف الفئة العمرية والسبب الأساسي للحالة، سواء لدى البالغين أو الأطفال. يؤكد الدكتور محمد مشهور – استشاري طب العيون – أن اصفرار العين ليس مرضًا بحد ذاته، بل عرض يرتبط غالبًا بمشكلات في الكبد أو الدم، ويجب التعامل معه بحذر وفق تشخيص دقيق.
أولًا: العلاج الطبي لاصفرار العين
يعتمد العلاج الرئيسي على تحديد السبب بدقة، وتشمل أبرز الأساليب الطبية:
- علاج أمراض الكبد: مثل التهاب الكبد الفيروسي أو تليف الكبد، باستخدام أدوية مضادة للفيروسات أو العلاجات الداعمة لوظائف الكبد.
- إزالة انسداد القنوات الصفراوية: سواء من خلال الأدوية، أو التدخل الجراحي في حال وجود حصوات أو أورام.
- علاج فقر الدم الانحلالي: يتم عن طريق علاج السبب المناعي أو الوراثي الذي يؤدي إلى تكسير كريات الدم الحمراء.
- الرعاية الداعمة للأطفال: إذا كان الاصفرار ناتجًا عن اليرقان الفسيولوجي لدى حديثي الولادة، فقد يُستخدم العلاج بالضوء (phototherapy) تحت إشراف طبي دقيق.
ثانيًا: العلاجات الطبيعية المكملة
إلى جانب العلاج الطبي، يمكن اعتماد بعض الأساليب الطبيعية لدعم صحة الكبد وتحسين صفاء العينين، خاصة في الحالات الخفيفة أو الوقائية، لكن دون الاعتماد عليها كبديل للعلاج الطبي.
التغذية الغنية بمضادات الأكسدة: يُنصح بتناول الخضروات الورقية والملونة مثل الجزر، السبانخ، الفلفل الحلو، والقرع، فهي تدعم صحة الكبد وتُقلل من تراكم السموم في الجسم، مما ينعكس على صفاء العينين.
شرب كميات كافية من الماء: الحفاظ على ترطيب الجسم يساهم في تحسين وظائف الكلى والكبد، ويساعد في التخلص من البيليروبين الزائد عبر البول، خاصة عند البالغين.
عصير الليمون الطازج: تناول كوب من عصير الليمون المخفف يوميًا قد يساهم في تحفيز الكبد على أداء وظائفه وتنقية الجسم من السموم، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.
ماء الورد كمشروب: مزج ماء الورد مع الماء الفاتر قد يُستخدم كمشروب طبيعي يساعد على دعم صفاء العينين، وإن كان دوره محدودًا، إلا أنه يُستخدم كعامل مساعد في بعض الطب الشعبي.
عصير الطماطم بالفلفل الأسود: يُعتبر من المشروبات المفيدة للدورة الدموية والمناعة، ويمكن أن يُستخدم كداعم عام لصحة العين، خاصة عند تناوله صباحًا على معدة فارغة.
يؤكد الدكتور محمد مشهور أن أي ظهور لاصفرار العين، سواء عند الأطفال أو الكبار، لا يجب التعامل معه بوصفات منزلية فقط، بل لا بد من إجراء فحوصات الكبد والدم بشكل فوري. فالتأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا يمكن تداركها بسهولة.
أسباب اصفرار العين الخفيف
يظهر اصفرار العين الخفيف غالبًا كعرض مبكر لبعض المشكلات الصحية المرتبطة بالكبد أو الدم، وقد يكون أحيانًا ناتجًا عن أسباب أقل خطورة. فيما يلي أبرز سبب اصفرار العين الخفيف المحتملة، مع شرح مبسّط لكل منها:
أمراض الكبد
يُعد الخلل في وظائف الكبد من أكثر الأسباب شيوعًا لاصفرار العين، حيث يعجز الكبد في هذه الحالة عن معالجة البيليروبين – وهي المادة الصفراء الناتجة عن تكسير خلايا الدم الحمراء – مما يؤدي إلى تراكمها في الدم وظهورها على سطح العين. من أبرز أمراض الكبد المسببة لذلك: التهاب الكبد الوبائي وتليف الكبد والتهاب الكبد الدهني.
انسداد القنوات الصفراوية
تحدث هذه الحالة عندما تُمنع العصارة الصفراوية من التدفق من الكبد إلى الأمعاء، ما يؤدي إلى تراكم البيليروبين في الجسم. من الأسباب الشائعة لذلك: حصوات المرارة، الالتهابات، أو الأورام التي تضغط على القنوات الصفراوية. ويكون اصفرار العين هنا مصحوبًا أحيانًا بألم في الجانب الأيمن من البطن أو تغير لون البول والبراز.
فقر الدم الانحلالي
في هذا النوع من فقر الدم، يحدث تكسّر سريع وغير طبيعي لخلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في نسبة البيليروبين. هذا التراكم يظهر أولًا في العين على شكل اصفرار، وقد يرافقه شحوب عام وتعب مزمن.
الملاريا
الملاريا مرض طفيلي ينتقل عبر لدغة بعوضة الأنوفيل، ويؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء. هذا التدمير يرفع مستوى البيليروبين في الدم، ما يسبب اصفرار العين إلى جانب الحمى، والقشعريرة، والتعرق الشديد.
التهاب البنكرياس
التهاب البنكرياس، سواء الحاد أو المزمن، قد يؤثر على عمل القنوات الصفراوية أو يضغط عليها، مما يعيق تدفق الصفراء ويتسبب في تراكم البيليروبين وظهور اصفرار خفيف في العين. وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم بطني وغثيان.
الأورام السرطانية
بعض أنواع السرطان مثل سرطان الكبد أو البنكرياس أو القنوات الصفراوية قد تعيق التخلص من البيليروبين من الجسم. هذا الانسداد أو التأثير المباشر على الكبد يظهر في مراحله الأولى من خلال اصفرار العين، وقد يتطور تدريجيًا ليشمل الجلد وباقي الأعراض العامة للسرطان.
اضطرابات الغدة الدرقية
بعض مشكلات الغدة الدرقية، خصوصًا الخمول الشديد، قد تؤثر على العمليات الحيوية المرتبطة بالكبد والتمثيل الغذائي، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم البيليروبين بشكل غير مباشر وظهور اصفرار طفيف في العين.
التهابات أو تهيج في العين
في حالات معينة، قد يكون سبب الاصفرار موضعيًا وليس ناتجًا عن اضطرابات الكبد. التهابات الملتحمة أو حساسية العين قد تُسبب تغيرًا مؤقتًا في لون العين، خاصة إذا ترافق مع احمرار، حكة، أو شعور بالحرقان. لكن هذا الاصفرار لا يكون مرتبطًا بالبيليروبين.
أبرز الأعراض المصاحبة لاصفرار العين
لا يُعد اصفرار العين مجرد تغير لوني عابر، بل غالبًا ما يكون عرضًا مصحوبًا بجملة من الأعراض الأخرى التي تعكس اضطرابًا في وظائف الكبد أو الجهاز الصفراوي. فيما يلي أهم الأعراض التي قد ترافق اصفرار العين:
اصفرار بياض العين
يُعد أول وأوضح علامة، وينتج عن تراكم البيليروبين في الدم، حيث يظهر بياض العين بلون مائل إلى الأصفر، ويُعد هذا مؤشرًا شائعًا في حالات اليرقان.
تغير لون الجلد
يصاحب اصفرار العين عادة اصفرار في الجلد، وخاصة في الوجه والرقبة، ما يُعرف باليرقان الجلدي، وهو أيضًا ناتج عن ارتفاع مستويات البيليروبين.
تغير لون البول
قد يصبح لون البول داكنًا، أقرب إلى لون الشاي، بسبب زيادة إفراز البيليروبين في الكلى، وهو عرض شائع في اضطرابات الكبد والمرارة.
تغير لون البراز
في بعض الحالات، يصبح لون البراز فاتحًا أو رماديًا، وهو دليل على وجود خلل في تصريف العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء.
فقدان الشهية
يشتكي كثير من المرضى من فقدان الرغبة في تناول الطعام، خاصة في حالات الالتهاب الكبدي الحاد أو المزمن، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
الإرهاق العام
الشعور المستمر بالتعب والضعف الجسدي من الأعراض الشائعة المصاحبة لأمراض الكبد، نتيجة ضعف عملية التمثيل الغذائي وتراكم السموم في الجسم.
الغثيان أو القيء
تحدث هذه الأعراض غالبًا عند وجود خلل في الكبد أو المرارة، وقد تكون مصحوبة بانتفاخ في البطن أو ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
الحكة الجلدية
ارتفاع نسبة البيليروبين قد يسبب تهيجًا في الجلد يظهر على شكل حكة مزعجة، وهي من الأعراض المميزة لبعض أمراض الكبد المزمنة.
تشوش أو ضعف في الرؤية (نادرًا)
رغم ندرته، إلا أن تراكم السموم في الجسم بسبب فشل الكبد الحاد قد يؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات بصرية.
ما دلالات درجات اصفرار العين؟
يُعد اصفرار العين من الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها، فهو غالبًا ما يعكس اضطرابًا داخليًا في وظائف الكبد أو الجهاز الدموي. وتتفاوت درجات اصفرار العين من حالة إلى أخرى، ما يجعلها مؤشرًا بصريًا مهمًا يساعد الأطباء في تقييم شدة المشكلة الصحية.
في بعض الحالات، يظهر الاصفرار بشكل طفيف وغير ملحوظ، وهو ما قد يدل على بداية اضطراب بسيط أو مرحلة مبكرة من مرض كبدي أو دموي. أما إذا كان الاصفرار واضحًا وشديدًا، فقد يشير إلى حالة متقدمة أو خلل حاد يتطلب التدخل الطبي الفوري، مثل اليرقان الحاد أو انسداد القنوات الصفراوية. وبالتالي، فإن مراقبة شدة اصفرار العين تُمثّل أداة مهمة لفهم مدى تقدم الحالة الصحية وتشخيصها بدقة.
أهم الأسئلة الشائعة
هل يوجد علاقة بين اصفرار العين وجراحة المياه البيضاء أو الزرقاء ؟
لا توجد علاقة مباشرة بين اصفرار العين وبين عمليات إزالة المياه البيضاء (الساد) أو المياه الزرقاء (الجلوكوما)، فهذه الجراحات تُجرى لتحسين الرؤية أو خفض ضغط العين، ولا تؤثر على لون بياض العين.
ومع ذلك، يشير الدكتور محمد مشهور إلى أن بعض العوامل غير المباشرة قد تربط بين الأمرين، مثل إصابة المريض بحالة صحية عامة تؤثر على الكبد، كالأمراض المزمنة أو تأثير الأدوية التي تُستخدم بعد العمليات، وخاصة الأدوية ذات التأثير الكبدي مثل بعض أنواع المضادات الحيوية أو الستيرويدات.
لذلك، في حال ظهور اصفرار في العين بعد الجراحة، لا يُنسب مباشرة إلى العملية نفسها، بل يُستوجب فحص الكبد ووظائف الجسم العامة، لأن التغير في لون العين غالبًا ما يكون عرضًا لمشكلة جهازية لا تتعلق بالعين بشكل موضعي.
متى يكون اصفرار العين طبيعي؟
في بعض الحالات، يكون اصفرار العين مؤقتًا وغير مقلق، مثل بعد الإرهاق الشديد، قلة النوم، أو الجفاف. كما قد يظهر بشكل خفيف عند الرضع حديثي الولادة خلال الأيام الأولى من الولادة (اليرقان الفسيولوجي)، ويزول تلقائيًا دون تدخل إذا لم يصاحبه أعراض أخرى.
كيف يكون اصفرار العين؟
يظهر اصفرار العين عادةً في بياض العين (الصلبة)، ويتراوح لونه من أصفر باهت إلى أصفر داكن، ويبدأ غالبًا من الزوايا الداخلية للعين. وقد يكون مصحوبًا بأعراض إضافية مثل شحوب الجلد أو تغير لون البول إذا كان ناتجًا عن مشكلة في الكبد أو الدم.
متى يكون احمرار العين خطير؟
يُعتبر احمرار العين خطيرًا إذا صاحبه ألم شديد، ضعف مفاجئ في الرؤية، حساسية مفرطة للضوء، أو إفرازات غير طبيعية. كما أن استمرار الاحمرار لأكثر من 24–48 ساعة دون تحسن يستدعي زيارة طبيب العيون، خاصة إذا كان ناتجًا عن إصابة أو التهاب داخلي.
متى يكون اصفرار العين خطير عند الأطفال؟
يُعد اصفرار العين خطيرًا عند الأطفال إذا كان مصحوبًا بالخمول، فقدان الوزن، صعوبة في الرضاعة، أو ارتفاع في درجة الحرارة. كما يجب القلق إذا ظهر فجأة بعد عمر حديثي الولادة، لأنه قد يدل على مشكلة كبدية أو اضطراب دموي يحتاج إلى فحص فوري.
لا يجب تجاهل اصفرار العين، خصوصًا إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل التعب العام، الغثيان، أو تغير لون البول، فذلك قد يكون مؤشرًا على مشكلات في الكبد أو الدم. يؤكد الدكتور محمد مشهور أن التشخيص المبكر والمتابعة مع طبيب مختص ضروريان لتحديد السبب الحقيقي وعلاجه بشكل فعال. وإذا كنت تتساءل متى يكون اصفرار العين خطير؟، فالإجابة تعتمد على تقييم الحالة بدقة، لذا لا تتردد في زيارة طبيب العيون فور ملاحظة أي تغير غير طبيعي في لون العين.
